مقدمة:
كان ميلارد فيلمور، الرئيس الثالث عشر للولايات المتحدة، رئيسًا لأمة كانت تعاني من انقسامات عميقة وأزمة الحرب الأهلية الوشيكة. وباعتباره من حزب اليمين في زمن الاضطرابات، كانت آراء فيلمور السياسية وسياساته تشكلت بفعل التوترات الاجتماعية والسياسية المعقدة في عصره.
ميلارد فيلمور: رجل دولة في أمة منقسمة
وُلِد ميلارد فيلمور عام 1800 في لوك، نيويورك. بدأ حياته السياسية كمحامٍ وانتُخب لعضوية جمعية ولاية نيويورك عام 1829. وبعد خدمته في الكونجرس، انتُخب فيلمور نائبًا للرئيس تحت قيادة زاكاري تايلور عام 1848. وبعد وفاة تايلور عام 1850، تولى فيلمور الرئاسة.
وبصفته رئيسًا، واجه فيلمور أمة منقسمة بشدة بشأن قضية العبودية. وقد خففت تسوية عام 1850، التي وقع عليها لتصبح قانونًا، التوترات مؤقتًا من خلال قبول كاليفورنيا كولاية حرة والسماح بالتنظيم الإقليمي لولايتي يوتا ونيو مكسيكو دون تحديد وضعهما فيما يتعلق بالعبودية. ومع ذلك، فشلت التسوية في حل القضية الأساسية ولم تخدم سوى تأجيل الصراع الحتمي.
فيليمور: رئيس حزب الأحرار وسط صراع طائفي
كان فيلمور، بصفته من حزب اليمين، يؤمن بمبادئ الاعتدال والتسوية. وسعى إلى تحقيق التوازن بين مصالح الشمال والجنوب، على أمل منع البلاد من الانزلاق إلى حرب أهلية. ومع ذلك، فإن التطرف المتزايد بين الجانبين جعل هذه المهمة صعبة على نحو متزايد.
كان دعم فيلمور لقانون العبيد الهاربين لعام 1850، والذي كان يتطلب إعادة العبيد الهاربين إلى أصحابهم، سبباً في زيادة نفور العديد من سكان الشمال. بالإضافة إلى ذلك، أدت جهوده لتطبيق القانون إلى اعتقال وسجن الأميركيين الأفارقة الأحرار، الأمر الذي أدى إلى تفاقم التوترات بين المنطقتين.
ملخص:
كانت رئاسة ميلارد فيلمور فترة مضطربة في التاريخ الأمريكي. وباعتباره من حزب اليمين في زمن الانقسام العميق، فقد كافح لإيجاد أرضية مشتركة بين الشمال والجنوب. فشلت تسوية عام 1850 في حل قضية العبودية، كما أدى دعم فيلمور لقانون العبيد الهاربين إلى زيادة عزلة العديد من سكان الشمال. وعلى الرغم من جهوده للحفاظ على الاتحاد، إلا أن رئاسة فيلمور كانت في نهاية المطاف بمثابة نذير للحرب الأهلية الوشيكة.